تكتب الصحفية سارة عوض عن واقع غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، مشيرة إلى أن الإعلام الدولي ركّز على ما أسماه خطة السلام، مع إشادة بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القاهرة ثم إسرائيل للإشراف على الاتفاق والتحدث في الكنيست.

ورغم توقف الغارات الجوية، تؤكد عوض أن المعاناة اليومية للفلسطينيين مستمرة، فالقطاع لا يزال تحت الحصار الإسرائيلي الذي يتحكم في الجو والأرض والبحر، ويمنع خروج المرضى والجرحى، ومنع دخول الصحفيين والمحققين وناشطي حقوق الإنسان، ويقيد دخول الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية.

تشير الجزيرة إلى أن الحصار، الذي يستمر منذ أكثر من 18 عامًا، شكّل كل لحظة من حياة سكان غزة. ترى عوض أن هذه ليست سلامًا حقيقيًا إذا استمر حرمان الفلسطينيين من الحريات التي يتمتع بها الآخرون. وتسلط الضوء على هجوم إسرائيل على أسطول المساعدات الإنسانية، حيث احتجزت 145 شخصًا على متن أسطول دولي محمّل بالمساعدات، بعد أيام من اعتقال أكثر من 450 مشاركًا في أسطول صمود العالمي، معتبرة هذه الأعمال جرائم وفق القانون الدولي.

توضح عوض أن هذه الأساطيل لم تكن مجرد نقل مساعدات، بل حملت الأمل في الحرية ورؤية سلام حقيقي حيث لا يُحاصر الفلسطينيون ولا يُحتلّون ولا يُجردون من ممتلكاتهم. وتروي تجربتها الشخصية مع الأسطول، وكيف أعادت الصحفية البرازيلية جيوفانا فيال، التي كتبت عن قصتها قبل الإبحار مع أسطول صمود، إشعال شعور الأمل فيها بقولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "من أجل سارة، نبحر"، مشيرة إلى أن كلماتها وشجاعتها أصبحت مصدر ضوء وسط الظلام.

تتابع عوض أخبار الأسطول عن كثب، وتشارك كل تحديث مع عائلتها وأصدقائها، وتذكّر الجميع بعظمة هذه المبادرة التي تحمل رسالة عالمية: أن هناك من يتحدى المخاطر من أجل شعب لم يلتقوه ومكان لم يزوروه. وتصف التواصل المستمر مع جيوفانا، التي كتبت لها: "حتى آخر نفس لن أتركك وحدك"، بأنه أعطاها شعورًا بأنها مسموعة ومرئية لأول مرة منذ عامين.

تؤكد عوض أن الأسطول الأكبر في تاريخ حركة الأساطيل كان ليس حول عدد السفن أو المساعدات، بل حول تسليط الضوء على غزة ومنع العالم من الالتفات عن المعاناة. وتشير إلى أن المشاركات عبر حسابات الأسطول على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "كل العيون على غزة"، ساعدت على تعزيز هذا الانتباه، خاصة في الليالي الصعبة أثناء غارات الجيش الإسرائيلي، عندما اضطر السكان لمغادرة منازلهم.

توضح عوض أن إسرائيل أوقفت الأساطيل، واعتقلت واحتجزت المشاركين، وصادرت المساعدات، لكنها لم تستطع محو الرسالة التي حملتها: رسالة سلام، رسالة حرية، رسالة انتظرها الفلسطينيون لسنوات قاسية. وتعبّر عن امتنانها لكل شخص شارك في هذه المبادرات، مؤكدة أن شجاعتهم وحضورهم وتضامنهم ترك أثرًا لا يُنسى في قلوب سكان غزة.

تختتم عوض مقالها بالتأكيد على أن الفلسطينيين في غزة لا يزالون متشبثين بالأمل، ويحتاجون إلى وصول المزيد من الأساطيل لكسر قيود الحصار. فهي ترى أن الحكومة العالمية فشلت في تحقيق السلام، لكن الشعب لم يفشل. وتأمل أن تصل سفن الحرية إلى شواطئ غزة يومًا ما، لتصبح الحرية حقيقة ملموسة، بينما لا يزال الحصار قائمًا والسلام بعيد المنال.
 

https://www.aljazeera.com/opinions/2025/10/11/why-gaza-still-looks-to-the-sea-for-true-peace